القاهرة - تامر نصرت
يدور في مصر جدل بسبب مناهج التاريخ في بعض المراحل التعليمية، فالمعترضون قالوا إن المنهج خضع لأهواء ولم يلتزم بالمقاييس العلمية المتعارف عليها. وزارة التعليم من جانبها فندت بعض الاتهامات، وأخذت بعضها الآخر على محمل الجد.
وبدأ الجدل على خلفية منهج التاريخ للمدارس الثانوية، على الرغم من نفي وزارة التربية والتعليم وجود غلاف لكتاب التاريخ يحمل صور إعلاميين وفنانين وأعضاء حركة "تمرد".
لكن الوزارة أخذت على محمل الجد اعتراضات قوى ثورية حول التركيز على حركة "تمرد" كمثال لمشعلي ما بات يعرف بـ"ثورة الثلاثين من يونيو" التي أطاحت بحكم الإخوان، واعتراض حزب "النور" السلفي على ما تضمنه كتاب التاريخ من اتهامات للحزب بأنه يخالف الدستور، بسبب قيامه على أسس دينية.
ورغم تشكيل لجنتين بصورة عاجلة لبحث الأزمة فإن الجدل لم يتوقف حول معايير كتابة مناهج التاريخ.
من جانبه، يرى بهاء جريس ونيس، أستاذ تاريخ في مدرسة العهد الجديد، أن "التاريخ يجب أن يكتب بعيداً عن أي توجهات وأي أهداف وأي أغراض. يكتب كما هو، كما حدث، مفيش حد يصبغ التاريخ باللون اللي هو عايزه أو ياخده ناحية الحاجات اللي هو عايزها".
وتثير المناهج المتعلقة بالهوية مثل التاريخ والتربية الدينية لغطاً لدى المتلقي طبقا لهواه وتوجهاته وهذا ما لمسه المسؤولون عن كتابة المناهج في كل الأوقات.
ويؤكد الدكتور محمد رجب، رئيس مركز تطوير المناهج السابق، ذلك الأمر سيظل "موجود وكلما تغير نظام حييجي من يدعي أنه هناك من أقحم بعض الأمور، لكن خليني أقول إن اللي بيألف ده بشر، وكل واحد مؤلف يمكن أن يضيف جملة أو فكرة تخدم اتجاها معينا ولذلك أرجع وأقول لك المعلم هو الأساس".
فباستطاعة المدرس تشكيل فكر تلاميذه بيسر داخل الفصول، ولكن يظل الجدل قائماً حول سرعة تحديث منهج التاريخ رغم حداثة عهد الوقائع.
ويضيف رجب: "مع أنني غير متخصص في التاريخ - لكن أنا أتحدث كإنسان. إحنا النهارده بنتكلم على أحداث حصلت من سنتين من وجهات نظر مختلفة، وبالتالي غير مستقرة. أساتذة التاريخ لازم يوصفوا الحالة وبدقة ويتكلموا عنها".
ويتفق المؤرخون على أنه لا وجود للموضوعية الخالصة في العلوم الاجتماعية ولكن تظل هناك قواعد علمية لكتابة التاريخ على وجه الخصوص ينبغي مراعاتها.