اسطنبول - فرانس برس
من المرجح أن يكون لضريح "سليمان شاه"، جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية الواقع داخل الأراضي السورية، دور كبير في تحديد طبيعة التدخل التركي لدى الجارة الجنوبية، خصوصاً في حال سيطرة قوات تنظيم "داعش" عليه.
وكان هذا الضريح لجد عثمان الأول مؤسس السلطنة العثمانية قد وضع تحت السيادة التركية بموجب اتفاق وقع عام 1921 بين تركيا وفرنسا دولة الانتداب على سوريا. ويقع الضريح بشمال سوريا على ضفة نهر الفرات قرب مدينة منبج في محافظة ريف حلب وهو مشيد من الحجر الأبيض وعمر المقبرة 700 عام تضم رفات سليمان شاه.
ولم يكن هذا الضريح يثير أي اهتمام حتى وصول قوات تنظيم "داعش" إلى مقربة منه قبل نحو أسبوعين في إطار هجومها الواسع للسيطرة على مناطق كردية واسعة على امتداد الحدود بين سوريا وتركيا.
يقع هذا الضريح على بعد 25 كلم داخل الأراضي السورية، وفي حال تعرضه للهجوم لن يكون بإمكان تركيا غض النظر عن اعتداء من هذا النوع.
ومنذ أيام عدة بدأت وسائل الإعلام التركية تعرب عن القلق إزاء مصير الضريح بعد توارد معلومات عن قيام مقاتلي التنظيم المتطرف بمحاصرته وأخذ الجنود الأتراك الثلاثين الذين يقومون بحراسته رهائن.
إلا أن رئيس البلاد، رجب طيب أردوغان، نفى "المعلومات المغلوطة" بهذا الشأن التي نشرت في وسائل الإعلام، وحرص على التأكيد أن أي هجوم عليه سيواجه بـ"رد واضح".
وبعد أن أبدت تحفظاً على مشاركتها في العمليات العسكرية الغربية ضد قوات تنظيم "داعش" عند بدئها، عادت تركيا وغيرت لهجتها، وأعطى البرلمان التركي، مساء الخميس، الضوء الأخضر للسلطات التركية للمشاركة في العمليات العسكرية في سوريا والعراق مع قوات التحالف الدولي.